الشائع في المجالات التعليمية هو قياس كل الأطفال بنفس المقياس علي نوع محدد وواحد من الذكاء وهو الذكاء الأكاديمي ، بمعني قياس القدرة علي تحصيل مواد ثابتة بطريقة موحدة. هذا الأسلوب أثبت انه ظالم لكثير من الطلاب فالمستفيد الوحيد منه هو الطالب ذو الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي؛ وبالتالي معظم المدارس تتبع اسلوب تدريس موحد وكأن كل الطلاب يمتلكون نفس البنية العقلية وأسلوب التفكيروطريقة الاستيعاب.

 لاحظ العلماء هذا الاختلاف ومن بينهم هاورد جاردنر ( صاحب نظرية الذكاءات المتعددة ) ، فيحلل جاردنر ان هناك ٩ انواع من الذكاء وهي:

١-الذكاء المنطقي ( الهندسي)

٢- الذكاء اللغوي

٣- الذكاء الحركي( البدني)

٤ - الذكاء الموسيقي

٥ - الذكاء العاطفي

٦- الذكاء البصري

٧ - الذكاء الطبيعي

٨- الذكاء الشخصي

٩- الذكاء الوجودي

ويوجد الان مراكز وأدوات لتشخيص نوع الذكاء لدي الطفل حتي يهتم به الأهل والمدرسون فينتج عنه اكبر استفادة وإنجاز لهذا الطفل. وفي رأيي أن أكبر فائدة ليست في تشخيص نوع ذكاء الطفل ولكن في تطوير مناهج التعليم لتشمل كل انواع الذكاءات فيستفيد كل الطلاب بأساليب تعليمية مبتكرة وغير تقليدية . فان اكتفينا بتحديد نوع ذكاء الطفل وحصره في إطار واحد لن يكون في مصلحته ،غير ان هناك نسبة خطأ طبعا لهذا المقياس مثل اي مقياس آخر. فمن اهم ما تعلمته كاخصائية اطفال ان لا نضع الطفل أبدا في اي نوع من انواع الاطارات ويجب فتح الأفق باستمرار امام الطفل ليكتشف مهارات وذكاءات غير متوقعة.

 

في رأيي الشخصى انه بالطبع يجب علينا في الوطن العربي الاستفادة من خبرة وأبحاث الغرب ولكن خطأنا  المتكرر يكمن في اننا نميل إلى التقليد الأعمي. فليس هناك دولة متقدمة بسبب تقليد دولة اخري ولكن البرنامج الذي سينقلنا الي التقدم يجب ان يكون برنامج نابع من أعماقنا العربية بعد دراسة تجارب الغرب الناجحة و تطويرها.

 

لاحظت أيضا ان العامل الرئيسي في كبت مواهب الأطفال وعدم اكتشافها هي عدم إعطاء الطفل فرصة حرية الابتكار والتفكير بطرق مختلفة غير الطرق التي يراها المعلم هي المثلي. فكم من علامة خطأ علي اجابة صحيحة منطقيآ ولكن غير مطابقة لإجابة المعلم النموذجية! لذلك يجب تدريب المدرس علي الليونة وتوسيع الأفق في استيعاب الطلاب. وهذا يبدأ من طريقة تحضير الدرس بل وفي حتي إعطاء الطلاب حق اختيار موضوع الدرس في بعض الأحيان.

 

اثبتت الكثير من التجارب ايضا ان افضل وسيلة في معرفة ما يحتاج ان يتعلمه الطالب هو سؤاله هو شخصيا ( ماذا يتساءلون عنه في أذهانهم؟) وفتح مجال الاستكشاف الحياتي الحر. فنصيحتي لكل المعلمين العرب هي: ( استمع جيدا لطفلك وأفسح له بيئة مشجعة للاستكشاف وهو سيقودك للمنهج التعليمي الأمثل له ولتنمية موهبته وذكائه ) .