تمر مصر حاليا بأوقات عصيبة مليئة بالتحديات والمشاعر الانسانية. لقد تاثرت حياتنا اليومية بالأحداث التى نمر بها، اصيب برنامج حياتنا اليومى بالتشتت، بالإضافة الى الوقوع تحت ضغط كبير بسبب عدم علمنا الى اى مدى ستنتهى بنا الأحداث.

تقع الأمهات تحت ضغط أكبر وغضب بسبب قبضتهم على مشاعر الخوف بداخلهم وعدم الأمان الذى يهدد أطفالهن. والاباء منهكين مع انقاسمهم ما بين الذهاب الى ميدان التحرير وما بين الغضب بسبب عدم رغبة البعض فى ذهاب الآخرين الى ميدان التحرير. ويتوسط تلك الأحداث شبابنا الذين يبحثون بشغف وجهد لمعرفة اسباب ما يجرى حولهم من مواقف لم يعتادو عليها، فلماذا تبكى أمى اليوم؟ لماذا هى صارخة بوجهى دون اى سبب؟ لماذا تتشاجر مع ابى الآن؟ ولماذا يتشاجرا مع أقاربنا؟ كل ما تعرضة شاشة التلفاز الآن مليىء بمواقف العنف ولم يعد الآباء فى حالة تسمح لهم بالابتسام أو اللعب كما كانو من قبل.

يعض الأطفال يسهل عليهم التكيف بطبيعتهم والبعض قد يتضرر من الاوضاع حولة بالحياة وهناك نوع ثالث من الأطفال قد يعانى من حالة "الاضطراب ما بعد الصدمة" والذى تظهر اعراضة فيما بعد ، وقد يحدث هذا بعد انتهاء كل هذة الأحداث.

قد يتعرض الأطفال فى سن الرضاعة وسن ما قبل المدرسة للخوف من الغرباء أو الانفصال عن من يواليهم الرعاية وكذلك الهروب من المواقف والنوم الغير مستقر أو أسلوب اللعب المتأثر بالأحداث  أو فقدان تطور المهارت المكتسبة لديهم.

وقد يتعرض الأطفال فى سن المرحلة الابتدائية لحالة فقدان ترتيب الأحداث الصادمة لهم عند محاولة استرجاعها من الذاكرة وانه كان لديهم مؤشرات تنبا عن بالأحداث وأسلوب اللعب المتأثر بالأحداث، والتفاعل المتكرر بالإضافة الى التغير فى السلوك الطبيعى للطفل.

ويعتمد كل ذلك على ثلاثة نقاط هامة:

1.     ما الذى تعرض له الطفل من أحداث

2.     الحالة المزاجية للأبوين وحالتهم العامة

3.     التغير فى النظام اليومى المعتاد للطفل

وفيما يلى بعض الارشادات للآباء حتى يمكنهم تجنب تعرض أطفالهم لأى تاثيرات نفسية:

1.     لا تعرض الطفل فى سن ما قبل المدرسة لمشاهدة أى أخبار أو مشاهد بها عنف. أحرص على ان يكون الاطفال دائما مشغولون بأى نشاط، وبرجاء عدم اللجؤ لدفعهم لمشاهدة التلفاز طوال اليوم حتى ولو لمشاهدة أفلام الكرتون.

2.     أما بالنسبة للأطفال فى سن المرحلة الابتداية فانهم سوف يتعرضون للكثير من المعلومات عن طريق أصدقائهم فى المدرسة، لذلك فهم بحاجة لتحديث الأخبار لديهم مع توفير التحليل المنطقى من جانب آبائهم. ولكنه من الحكمة عدم استخدام بعض التعبيرات مثل "ان مصر ذاهبة الى الهاوية" أو "اننا كلنا فى كارثة كبيرة"، أو أى تعبيرات تشير الى وجود كارثة. واحرص دائما على تداول الأخبار المبهجة بينكم.

3.     ابذل قصارى جهدك كى تبقى على برنامج الطفل اليومى دون تغيير، وان كان الذهاب الى رياض الأطفال أو المدرسة آمن فيعد هذا هو الأختيار الأمثل لشغل وقت الأطفال من خلال ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة.

4.     قم بالرد على أسئلة واستفسارات الطفل بصراحة مع مراعاة سن الطفل عند الاجابة، ودائماً اجعل من اجابتك فى اطار ايجابى يبعث على الأمل. تفسير الأمور بشكل روحى ودينى يثرى من الاجابة ويستحث مرونة الطفل فى مواجهتة للأحداث المضادة.

5.     انتبه على ردود أفعالك أمام الطفل. على سبيل المثال ليس بالشيىء الايجابى أن يرى الطفل أحد والدية والذى يمثل له رمز الأمان وهو فى حالة من الخوف والأرتعاد. فى بعض الأحيان يكون هذا التصرف خارج عن الإرادة، لكن لو أخذت هذة النقطة مأخذ الجد من أجل حماية طفلك فسيكون رد فعلك التلقائى أكثر حكمة وثبات.

6.     قم بالتعامل مع أطفالك بأفضل أسلوب للتربية تعرفة دون الافراط فى التدليل أو أن تكون مستبدا فى رأيك.

7.     أحرص على توفير بعض الوقت للحوار المباشر مع طفلك بشكل يومى، إما باللعب معهم أو بقضاء وقت خاص معهم.

8.     اصغ جيدا لطفلك، اجعلة يرسم لوحة ويقوم بالتعليق على محتواها. فالأطفال قد يعبرون عن خوفهم من خلال الرسم أو أثناء اللعب.

9.     اذا ظهرت على طفلك أى علامات تدل على القلق أو الخوف أو الانطواء، قم باستشارة متخصص.

10.اذا شعرت انك لم تعد قادرا على التحكم فى ردود فعلك، فيرجى منك أن تستشير متخصصا قبل أن تبدأ فى ايذاء من تحبهم.

 

اعلم جيدا ان الأمر ليس بالهين، لكن ابذل كل ما فى وسعك اخذا فى اعتبارك مصلحة طفلك.

نأمل أن تنتهى هذة الأوقات الصعبة بنتائج مفرحة نتمتع بها جميعاً.

مع أطيب تمنياتى بالسعادة لكم ولأطفالكم الأعزاء.

 

د / منى يسرى

مالكة مركز التعليم الابداعى

استشارى طب الاطفال النفسى واستشارى المشاكل الأسرية